Duration 27:32

ثورة يناير 中國

393 782 watched
0
16.3 K
Published 21 Mar 2022

فى يوم من أيام شهر ابريل سنة 2010.. وصل المشير طنطاوى لمبنى المخابرات الحربية.. وكان واقف يستقبله اللواء أركان حرب عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية وقتها.. بمجرد ما دخل المشير طنطاوى مكتب اللواء عبد الفتاح السيسي.. سأله سؤال واحد.. خير يا عبد الفتاح؟.. طالب تقابلنى ليه؟.. فاللواء عبد الفتاح السيسي سلمه ملف مكتوب عليه سرى للغاية.. وقاله يا فندم هتلاقى جوه الملف ده خطة المخابرات الحربية للتعامل مع الثورة اللى بنتوقع اندلاعها فى مصر شهر مايو 2011.. خد بالك شهر مايو.. والثورة حصلت 25 يناير.. يعنى سبقت توقعات المخابرات الحربية بـ 4 شهور.. وده له معنيين.. الأول.. ان تقدير المخابرات الحربية كان صح بان فى ثورة هتحصل.. أما المعنى التانى.. فهو ان الشعب المصرى كان أسرع من المخابرات الحربية ومن النظام الحاكم كله.. لأنه اتحرك قبل تقدير المخابرات الحربية بـ 4 شهور.. وقبل تقدير المخابرات العامة بسنة كاملة.. وهحكيلك تفصيلة المخابرات العامة واللواء عمر سليمان كمان شوية.. لكن حد من حضراتكم يسأل هنا سؤال مهم.. ليه المخابرات العامة والحربية توقعوا اندلاع ثورة فى مصر؟.. أقولك لسببين.. الأول وهو الفساد اللى كان ناتج عن زواج رأس المال بالسلطة.. يعنى ايه الجملة دى؟.. يعنى هات رجل أعمال وعينه وزير وارفع عنه الرقابة.. هيعمل ايه؟.. هيستغل نفوذه علشان يحقق مكاسب شخصية.. وده اللى زاد خلال الفترة الأخيرة من عهد الرئيس مبارك لما ابنه جمال مبارك بدأ يظهر على الساحة السياسية.. وتولى منصب أمين عام سياسات الحزب الوطنى.. وظهر من بعده أحمد عز وغيره من رجال الأعمال اللى بدأوا فى استغلال نفوذهم لاحتكار السوق لحسابهم.. أما السبب التانى فهو مشروع التوريث.. مشروع التوريث اللى كان رافضه الجيش زى ما الشعب رافضه بالظبط.. الفصيل السياسي الوحيد اللى كان موافق على مشروع التوريث هو جماعة الإخوان.. وده بالمناسبة كلام قيادات الإخوان نفسهم.. وتحديدا القيادى محمد حبيب واللى كان نائب المرشد العام لجماعة الإخوان.. لما كشف ان محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان اتوافق عليه من النظام كمرشد للجماعة.. بعد ما هو نفسه وافق على مشروع توريث الحكم لجمال مبارك.. ومش بس تصريحات محمد حبيب اللى بتكشف ده.. تزايد أعداد النواب الإخوان فى البرلمان هى كمان كانت بتثبت ان فى صفقات سياسية متبادلة.. كانت بتثبت ان فى تعاون.. فمثلا عدد الإخوان فى مجلس الشعب سنة 2000 كان 14 واحد بس.. فى حين ان سنة 2005 زاد عدد أعضاء جماعة الإخوان فى مجلس الشعب من 14 لـ 88 نائب.. وبما ان النظام كان المسؤول الأول والأخير عن تزوير أى انتخابات.. فده معناه ان أعضاء جماعة الإخوان منجحوش بالصندوق.. معناه انهم نجحوا بموافقة النظام.. وإلا كان النظام زور نتايجهم وسقطهم.. ودى الحقيقة مفارقه عجيبه ان جماعة الإخوان اللى كان أهم مطالبها فى ثورة يناير هو إسقاط مبارك.. تكون هى الفصيل السياسي الوحيد اللى كان موافق على مشروع التوريث.. المهم نرجع للمشير طنطاوى واللواء عبد الفتاح السيسي.. فى نفس القعده دى.. اللواء عبد الفتاح السيسي قال للمشير طنطاوى إن الرئيس مبارك زهد الحكم من يوم وفاة حفيده فى شهر يونيو سنة 2009.. وعندنا معلومات انه قرر يعلن استقالته فى مايو 2011.. حضرتك تقولى طيب لما هو كان هيعلن استقالته من نفسه.. المخابرات الحربية توقعت اندلاع ثورة ليه؟.. هقولك.. سبنى بس أحكيلك ومتقاطعنيش.. زى ما المخابرات الحربية عرفت ان الرئيس مبارك ناوى يستقيل.. عرفت برده انه ناوى يرشح ابنه جمال من بعده.. وبما إنه عارف ان قيادات الجيش مش موافقه على موضوع التوريث ده.. فقرر انه يغير قيادات الجيش.. علشان يختار ناس يضمن موافقتهم على مشروع التوريث.. فرد عليه المشير طنطاوى وقاله طيب وبعدين؟.. فاللواء عبد الفتاح السيسي قاله المشكلة مش في قيادات الجيش.. لكن المشكلة الأكبر فى الشعب.. لأن قيادات الجيش هتعبر عن رفضها للتوريث بالكلام مع الرئيس مبارك بشكل مباشر.. لكن الشعب مفيش قدامه طريقه للتعبير عن رفضه غير النزول للشارع.. وده معناه ثورة شعبيه.. والثورة معناها ان النظام الحاكم هيستخدم الشرطة لفضها.. والشرطة مهما بلغت قوتها.. إلا إنها اتكونت لمواجهة الجريمة مش مواجهة الثورات.. خصوصا وان الثورات بتستمر لأيام طويله وفى أماكن واسعه.. وعدد أفراد الشرطة محدود.. وبالتالى فالثورات عمرها أطول من عمر قوات الشرطة.. فهتنهار الشرطة وهيكون سهل قدام أى قوى خارجية.. انها تعيد توجيه الثورة الشعبية لتنفيذ أجندات معادية للبلد.. وهنا مش بس النظام اللى هينهار.. لكن الدولة كلها هتنهار.. وفعلا تتحقق كل كلمه توقعها اللواء عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية.. وتنهار الشرطة بعد 4 أيام بس من اندلاع ثورة 25 يناير.. وتبدأ قوى داخلية وخارجية فى استخدام الثورة.. فتكون النتيجة هى اقتحام السجون.. وهروب المساجين اللى على رأسهم قيادت جماعة الإخوان.. واستهداف الكماين وأقسام الشرطة.. وسرقة المتاحف.. وحرق وسرقة المنشآت زى المجمع العلمى اللى كان بيضم أكتر من 200 ألف كتاب نادر عن تاريخ مصر.. أغلبهم اتسرق قبل ما المبنى يتحرق علشان محدش يسأل عن الكتب اللى اتسرقت ويبان انها اتحرقت والموضوع خلص.. وكان أول واحد يأكد بدون ما يقصد.. بُعد نظر مدير المخابرات الحربية.. هو الدكتور محمد مرسى.. لما تم تهريبه هو وأكتر من 23 ألف سجين بعد اقتحام 11 سجن.. وأول حاجه عملها هو انه اتصل بقناة الجزيرة يعمل مداخلة تليفونية.. رغم ان النظام الحاكم فى مصر وقتها كان قاطع الاتصالات فى مصر.. علشان يتضح بعد كده انه كان بيتكلم من تليفون الثريا المتصل بالأقمار الصناعية.. ومش عارف الحقيقة مين البلطجى اللى هيقتحم سجن ومعاه تليفون متصل بالأقمار الصناعية ويديه لواحد من قيادات جماعة الإخوان علشان يعمل مداخله فى قناة إخبارية.. المصادر كتاب سنوات الخماسين بين يناير الغضب ويونيو الخلاص #المواطن_سعيد #التوريث #ثورة_يناير

Category

Show more

Comments - 2011