Duration 9:48

رسالة فان جوخ لأخيهِ ثيو 中國

Published 5 Feb 2023

الفِكرة تلّح عليّ كثيرًا فهَل أستطيعُ ألّا أفعل؟ كامنٌ في زهرة عباد الشّمس، أيّها اللّونِ الأصفرِ يا أنا!. أمتصُ من شُعاعِ هذا الكوكَبِ البهيج. أحدّق وأحدّق في عين الشّمس حيثُ روحِ الكَون، حتى تحرقُني عيناي. شيئانِ يُحرّكانِ روحي: التحديقُ بالشّمس، وفي الموت.. أريدُ أن أسافر في النُجوم، وهذا البائسُ؛ جسدي يعيقني! متى سَنمضي، نحنُ أبناء الأرض، حاملينَ مناديلنا المدّماة؟ – ولكن إلى أين؟ – إلى الحُلمِ طبعًا!. أمسُ، رسمتُ زهورًا بلونِ الطّين، بعدما زرعتُ نفسي في التُراب، وكانت السنابل خضراء وصفراء تنمو على مساحة رأسي وغربان الذَاكرة تطيرُ بلا هواء. سنابُل قمحٍ وغربان. غربانٌ وقمح، الغِربان تنقر في دماغي: غاق.. غاق!.. كلّ شيءٍ حلم. هباء أحلامٍ، وريشةُ التُرابِ تخدعُنا في كلّ حين.. قريبًا، سأعيدُ أمانة التراب، وأُطلق العُصفورَ من صدري نحو بلادِ الشّمس.. آه، أيّتها السنُونُو، سأفتحُ لكِ القفصَ بهذا المسدس: القُرمزيّ يسيل، دمٌ أم النار؟ غليوني يَشتعل: الأسوَد والأبيض يلوّنانِ الحياةَ بالرّمادي، للرّمادي احتمالاتٌ لا تنتهي: رماديٌ أحمر، رماديٌ أزرق، رماديٌ أخضر!. التِبغُ يحتَرق، والحياةُ تنسَرب. للرّماد طعمٌ مرٌ بالعادة نألفَه، ثم نُدمِنه، كالحياة تمامًا: كلّما تقدم العُمر بنا غدَونا أكثَر تعلقًا بها!. لأَجل ذلكَ أغادرُها في أوجِ اشتعالي! ولكن لماذا؟! إنّه الإخفاقُ مَرّةً أخرى. لن ينتهي البؤسُ أبدًا ! وداعًا يا ثيو، “سأغادر نحو الربيع”..

Category

Show more

Comments - 3